بعض مهارات طفل الروضة
طفلة في الثالثة من عمرها، تذهب للروضة كل يوم، أمها تتفاجأ كل يوم من تطور وتقدم مهارات طفلتها بدأت تبحث وتسأل عن هذا التغير.
عزيزتي الأم..
لكي تتعرفي على ما لدينا في الروضة وسر تغير وتطور طفلك تابعي معنا هذا الموضوع.
أن الهدف الأساسي من تواجد طفلك داخل أسوار الروضة هو تنمية مهاراته المختلفة. أن المهارات المرجو ظهورها وتطورها في مرحلة الطفولة المبكرة تنمو وتتطور بشكل صحيح وسليم إذا تواجد المكان المناسب والمهيأ لها، دخول الطفل للروضة يفتح المجال أمامه لتنمية وتطوير هذه المهارات.
تنقسم المهارات تبعاً لأنواع النمو إلى:
1_ النمو الانفعالي والاجتماعي: ونقصد به ما يمتلكه هذه الكائن الاجتماعي من مهارات اجتماعية وكيف يستعملها لموافقة المواقف الاجتماعية المختلفة .
2_ النمو اللغوي: وهي مجموعة القدرات اللفظية والكتابية التي يكتسبها الطفل في هذه المرحلة .
3_ النمو الحركي: وكيفية تقدمة وتطوره والسبل الملائمة لذلك .
4_ النمو المعرفي: وهو من أهم أنواع النمو وتطوره يعد تطور أساسي في شخصية وسلوك الطفل
النمو الانفعالي والاجتماعي
المهارة الاولى :
مفهوم الذات :
إذا علمنا أن الطفل يولد كائن فردي ويتعامل من الآخرين من خلال ذاته فقط وجب علينا أن نتعرف على كيف يتحول هذا الكائن الفردي إلى كائن اجتماعية.
يظهر هذا التحول في بداية التحاق الطفل بالروضة ويتطور تدريجياً. فعند ملاحظة طفل الروضة تلاحظ تغير في سلوكهم تابع لمراحل نموهم. طفل الثالثة مختلف تماماً عن طفل الخامسة.
في بداية التحاق الطفل بالروضة يبدأ بالتكيف مع هذا الوضع الجديد والمكان الجديد من خلال مستويات ومراحل متعددة.
في البداية وقبل ظهور مهارة التكيف مع هذا الوضع نلاحظ أن الطفل متعلق تماماً بأمه ويرفض الانفصال عنها فهي مصدر الأمان الأساسي له، ينفصل عن أمه ويظل منطوي على ذاته يلعب بمفرده، يجلس بمفرده، ....
بداية ظهور هذه المهارة تكون بقدرة هذا الطفل على التفاعل مع المعلمة والآخرين عن وجود أمه.
بعدها المستوى الأول وهو تقبل الطفل بشكل واضح الذهاب للروضة والانصراف من الروضة ولا تظهر لديه أي مشاكل.
المستوى الثاني هو توافق الطفل بشكل ظاهر مع أي تغير في البرنامج اليوم ومشاركته بفاعلية وحماس في المهرجانات والرحلات مثلاً.
على نهاية العام الدراسي يكون الطفل قد تمكنا تماماً من مهارة التكيف فيعمل باستقلالية داخل الروضة ولا يحتاج لأي مساعدة من الآخرين.
المهارة الثانية :
ثقة الطفل بمن حوله :
لكي يستطيع الطفل التواجد في مكان ما لابد له من الثقة التي تمكنه من التواجد والمشاركة الفعلية ...
فمن غير المعقول أن يستطيع الطفل أو حتى الشخص الكبير التواجد في مكان ومع أناس لا يثق فيهم ....
عند التحاق الطفل بالروضة يبدأ تدريجياً يثق بمعلمته وبالأشخاص المحيطين به ... في بداية ظهور هذه المهارة يحاول الطفل أن يكون بالقرب من معلمته فوجدوه بالقرب منها يحسسه بالأمن وأنه من الصعب أن يتعرض لأي شيء يهدد هذا الأمن .
مع الأيام يبدأ الطفل بالانطلاق والمشاركة في جميع الأنشطة المقدمة فهو يثق بأن هذه المعلمة أو هذا الشخص الكبير قادر على حمايته ولن يحصل له أي شيء سيء في وجودهم .
مع أزياد الأنشطة المقدمة للطفل ووجود أشياء جديدة وغريبة على الطفل وربما كان يخاف منها ( مثل وجود حيوان أليف في الفصل ) يبدأ الطفل بملاحظة المعلمة وكيفية تعاملها مع الأشياء ومن ثم يتخذها قدوة ايجابية ويقلدها في هذا الشيء .
مستوى الثالث والأخير من هذه المهارة يظهر عند وجود شخص غريب ... فالطفل يجب عليه أن يفرق بين من يستطيع مساعدته ومن لا يستطيع ... فعند وجود شخص غريب يعلم الطفل إن هذا الغريب ليس قادر على مساعدته ويتجه لطلب المساعدة من المعلمة وليس من الغريب ..
المهارة الثالثة :
معرفة المشاعر والتعبير عنها :
لكل إنسان مشاعره الخاصة ...
والطفل مثل أي شخص أخر لديه مشاعر وأحاسيس ويعبر عنها بطريقته الخاصة ....
الطفل من أيامه الأولى يعبر بالبكاء عن كل شيء ... كذلك الطفل الصغير في بداية التحاقه بالروضة ... يبدأ بالتعبير عن عدم راحته أو انزعاجه بالبكاء فيبكي بدون سبب معين ..
مع الأيام ومع ازدياد مهارات الطفل وخبراته وبمساعدة المعلمة يبدأ يعبر عن هذه المشاعر فيقول أنا غاضب ، أنا حزين ، ..... من غير تحديد سبب واضح لهذه المشاعر .
بمساعدة المعلمة والآخرين يبدأ الطفل بتطوير هذه المهارة فيستطيع تحديد سبب هذا الشعور ( أنا أشعر بالحزن لأن الأطفال رفضوا مشاركتي في اللعب ) ويضل الطفل يشعر بهذا الحزن ..... بمساعدة المعلمة تستطيع توجيه الطفل لطرق أخرى تساعد على التقليل من هذا الشعور ... وع الأيام ومع تطور مهارات الطفل يستطيع هذا الطفل التعامل مع مشاعره بطريقته الخاصة ( أنا حزين لأن الأطفال رفضوا اللعب معي هنا .... سأذهب وأشارك المجموعة الأخرى في اللعب .... ) بهذه الطريقة تغلب الطفل على الشعور بالحزن من غير مساعدة أحد .....
المهارة الرابعة :
دفاع الطفل عن حقوقه :
الطفل مثل أي كائن أخر له حقوق ومن حقه أن يدافع عنها ....
عند ملاحظة الطفل في البيت أو في أي مكان أخر نلاحظ أن هذا الطفل عندما نأخذ من عنده أي شيء يبدأ بالبكاء والصراخ ...
كذلك الطفل في بداية التحاقه بالروضة وقبل ظهور هذه المهارة ( الطفل في سن 3 سنوات أو اقل ) يبكي ويصرخ عندما يأخذ منه أحد الأطفال اللعبة التي يلعب بها ......
عندها لا بد من تدخل المعلمة لتوجيه الموقف في الاتجاه الصحيح فيتطور الطفل وتبدأ هذه المهارة في الظهور وعندما يحتاج الطفل لشيء ما يبدأ بالتعبير أما بلغة الجسد أو بالألفاظ لما هو في حاجة له ( فمثلاً يأخذ اللعبة من الطفل الذي أخذها منه ..... )
ما زلنا نسعى ونرغب في تطور أكثر لهذه المهارة .... فطريقة أخذ اللعبة من الطفل الأخر طريقة غير صحيحة وغير محببة ....
فنحن نسعى للمشاركة والتعبير اللفظي من غير ظهور نوع من العدوانية ....
فتدخل المعلمة هنا وتوجه الموقف بالشكل الصحيح يساهم في أن تتطور مهارة هذا الطفل ويبدأ يعبر لفظياً عن احتياجاته ... والمستوى الأخير لهذه المهارة ... هي قدرة الطفل على حماية حقوقه ومنع أي هجوم متوقع عليه ....
وفي الأخير بظهور واكتمال تطور هذه المهارات الأربع يتطور مفهوم الذات لذا الطفل ... فيعرف انه انسان مستقل عن الآخرين وقادر على التصرف بحرية واستقلال ، هناك أشخاص قادرين على مساعدته ، يستطيع التعامل مع مشاعره ، يدافع عن حقوقه ويحميها ....
https://i.servimg.com/u/f64/14/54/34/85/110.jpg